القائمة الرئيسية

الصفحات

ما هي أنواع العلاقات الصحيحة بين الولد والبنت؟



ما هو :
  سؤال تشعر الكثير من الأمهات بالرغبة في توجيهه إلى ابنها عندما يقول لها إنه «يحب صاحبته» في النادي، أو إلى ابنتها التي «تحب صاحبها» أو زميلها في الفصل، وهى لم تتجاوز المرحلة الثانوية أو الإعدادية أو ربما حتى الابتدائية، عن المراهقين والعلاقات العاطفية والعلاقات مع الجنس الآخر نتحدث، حيث نناقش معاً في هذا المقال بعض الأسئلة الهامة.. ما حدود العلاقات الصحيحة بين الجنسين؟ 
هل يمكن أن تكون هناك صداقة بين الولد والبنت؟
 ماذا تفعلين عندما يقع ابنك المراهق أو ابنتك في «الحب»؟
 ما هي أنواع العلاقات الصحيحة بين الولد والبنت؟
 أولاً: 
الزمالة 
 هي التواجد في مكان واحد لمصلحة مشتركة «كزمالة العلم، العمل، الجيرة، القرابة.. إلخ»، والزمالة لها ضوابط: الالتزام بالإطار المشترك الذى يجمع أطراف العلاقة «دراسة، عمل.. إلخ»، بحيث لا يتم التطرق إلى التعبير عن المشاعر ومشاركة الأمور الشخصية. الالتزام بضوابط الاختلاط في طريقة الكلام، والجلسة، والمشية، والمزاح، والملابس، وموضوعات الحديث، وغض البصر.. إلخ.
 ثانياً: 
الحب  له أنواع كثيرة.. ولكننا نقصد هنا الحب الرومانسي بين الرجل والمرأة، والذى يشعر فيه الإنسان بأن العالم اختزل في إنسان واحد، وأنهما قد صارا شخصاً واحداً.  

وللحب الرومانسي بعض الخصائص الخطرة: كيف اتعامل مع طفلي في سن المراهقة 
 
لا يخضع للمنطق. قد يتحول في حياة من يعيشه إلى إله يسيطر عليه. وقتي فهو كالشرارة التي تبدأ عملية الاشتعال، لكن يحتاج إلى مجهود للحفاظ عليه.

 وكى لا يتحول الحب إلى علاقة غير سوية، يجب ألا يعتمد طرف على الآخر كلياً بحيث لا يستطيع الحياة بدونه، ويجب أن تسير العلاقة في الطريق الشرعي الذى يبدأ بالخطبة وينتهى بالزواج، وإذا لم يكن الشخص أو الوقت مناسبين.. فيجب أن تعود العلاقة إلى إطار الزمالة، حتى لا ننجر إلى علاقات محرمة كالزواج العرفي، فالحب الرومانسي فالحب  يكون بوابة تدخل منها السعادة إلى بيوتنا، وقد يكون نافذة تدخل منها رياح الشهوة والاستغلال فتدمر حياتنا، المهم هو أن نعرف متى نفتح الباب ومتى نغلق النافذة. هل يمكن أن يكون هناك صداقة بين الولد والبنت؟ إن الصديق هو الشخص الذى تستطيع أن تكون معه على طبيعتك، تسعد بمشاركته لك في الشدة والفرح، تفتقده وتشعر بالسعادة عندما تكون معه، والصداقة بهذا المعنى لا يصلح أن تكون إلا بين اثنين من نفس النوع.. لماذا؟ 
 لأن هناك ميلاً فطرياً بين الذكر والأنثى، هذا «الميل الفطري» + «الصداقة» = «الحب» أو «الرغبة»، حتى لو أنكر الطرفان ذلك، أو ادعيا أن كل شيء تحت السيطرة.  والسؤال الآن: ماذا أفعل عندما يقول ابنى أنه وقع في «الحب» أو عندما تريد ابنتي الخروج مع «صاحبها»؟.. لكى نجيب على هذا السؤال، علينا أولاً أن نفهم نفسية أبنائنا فى مرحلة المراهقة.
 ما هي الخصائص النفسية لمرحلة المراهقة؟

 هي مرحلة انتقالية من عالم الطفولة إلى الرشد، وتكون مرهقة للابن الذى من داخله لا يزال طفلاً يشعر بالاحتياج، لكنه أيضاً اقترب من النضوج فيحاول أن يبدو من الخارج بمظهر البالغ. يريد المراهق التأكيد على هويته ككيان مستقل عن الأسرة وربما عن المجتمع كله.   سريع وشديد الانفعال، مشاعره غير مستقرة نتيجة الصراع الداخلي لتأكيد هويته ونتيجة للتغيرات الهرمونية. مندفع سلوكياً، يمكن أن يعطى حياته لشيء يشبع احتياجه ويهدئ صراعه، كالالتزام الديني أو علاقة عاطفية، أو شغف بهواية أو مطرب، وقد يتطور الأمر إلى الجنس أو المخدرات إذا لم يجد متنفساً آخر لإثبات هويته والهروب من صراعه الداخلي.

خصوصية المراهق: كيف تتعاملين معها؟


يصرخ طارق في حجرته "ماما، إنت بتفتيش ورايا تأني؟ بجد حرام كده" فترد الأم صارخة "رائحتك كلها سجاير. أنا كنت..." وقبل أن تكمل جملتها يقول طارق "الرحمة بقى يا ماما، كده كتير. حلفتك مليون مرة أنا مابدخنش" ثم يسحب محفظته ويدسها في جيبه قائلا "أنا مش قادر أعيش كدة، أنا نازل" ويغلق باب البيت بعنف. 

  المشكلة هنا هي حدود الثقة المتوقعة بين الطرفين، وما تسببه في اختلاف في وجهات النظر. فمن ناحية الأم ترى أنه طالما أن طارق يعيش تحت سقف بيتها فمن حقها أن تفتش حجرته وجيوبه وموبايله أيضا. فهي التي حملت فيه وربته وسهرت لتطعمه في الرابعة فجرا، وعلمته كيف يستخدم الحمام ويكون أصدقاء والآن هي قلقة عليه. بالطبع!

 من منا لا يقلق على أبناءه في مرحلة المراهقة هذه الأيام؟

   ومن ناحية أخرى، يرى طارق أنه احتمل كثير تدخلها في حياته بهذا الشكل. كم مرة أحرجته أمام أصدقاءه أو الأقارب، كيف أنها تعامله كطفل رغم أنه يبلغ من العمر ١٥ سنة.  طارق يرى أنه شخص مستقل، ناضج، يمكنه تحمل مسئولية قراراته وأفعاله وبالتأكيد من حقه أن تكون له خصوصيته وأن يدافع عنا، صح؟ 

  كي نعطي الموضوع حجمه، هذه مرحلة وسوف تمر في النهاية، ولكن حتى لا تتأثر العلاقة بين أفراد الأسرة، يجب على ماما وطارق أن يجدا حلا لمشكلة الثقة هذه. من أجل ذلك، أقرأي ما يلي 
  لماذا يحتاج المراهقون للخصوصية؟

 يحتاج المراهقين للشعور بأنهم موثوق بهم وأن لديهم القدرة على القيام بالأمور المختلفة. ويعتبرون الخصوصية جزء لا يتجزأ من شعورهم بالاستقلال. فالأفكار التي يضعونها في مذكراتهم مثلا، والرسائل القصيرة التي يرسلونها أو يستقبلونها من أصحابهم على الموبايل، أو حتى وقت الاستماع لموسيقى على انفراد في الغرفة، كلها طرق خاصة يستخدمونها للتعبير عن استقلالهم وكذلك للانفصال عن كل ما يوترهم من حولهم. 
 
 ما مقدار الخصوصية يحتاجها المراهقين؟ 

هذا تساؤل صعب. لنتفق على أن كل مراهق يحتاج لقدر من الخصوصية. الكثير منها ضار تماما مثل القليل منها. الحل هو أن تبني الثقة بينك وبين ابنك منذ الصغر وبالتدريج وتوضحي له أنك تراقبي تصرفاته، وعندما يكون أهلا للثقة، سيحصل على خصوصية  أكثر. 

  هل من المقبول أن افتش في أشياء ابني؟

 ليس مقبولا أبدا، إلا إذا كان الأمر خطير جدا. إذا كنتِ قلقة بخصوص سلامته أو صحته، يمكنك التفتيش فيما يخصه. على سبيل المثال، أنت تشكين في أن ابنك يشرب سجائر. تكلمي معه أولا، مرة واثنين وأكثر. إذا كنت لا زلت تظنين أنه يكذب عليك، فتشي في أشياءه إذن. إذا كان أهلا للثقة، اعتذري له أنك فتشتي في أشياءه واتركيها كما هي.


 حماية الآباء الزائدة لأولادهم، 

هناك  مصطلح جديد تستخدمه وسائل الإعلام حالياً لوصف حماية الآباء الزائدة لأولادهم، وهو "آباء الهليكوبتر". وذلك طبعا بسبب التصاقهم بأبنائهم في كل خطوة. فبمجرد أن يبدأ الأطفال ف الزحف, يتبعهم الآباء في كل خطوة , و عندما ويبدأون في المشي  يقوم الآباء بمراقبة كل خطواتهم و منعهم من المشي. عندما يبلغ الطفل السادسة من عمره, يقوم الطفل بأداء واجبات إضافية بجانب القراءة, و الكتابة, و تعلم السباحة وكرة السلة, و دروس الخزف المتقدمة.   عند بلوغ الطفل العاشرة من عمره, يقوم الطفل بضعف ذلك, بالإضافة إلى دروس الرياضة تحت الإشراف, يقوم أحد الآباء بعمل زيارة مفاجئة, أو الاتصال بالمدرسة لمجرد السؤال عن سير الأمور. و عند سن الثالثة عشر, يتم مراقبة اتصالاتهم التليفونية، الحصول على كلمة السر الخاصة بموقع فيس بوك، منع اختلاطهم بالناس أو أن تكون لهم حياة خارج إطار المدرسة. و يزداد الأمر سوءا عند السادسة عشر.    هذه النوعية من الآباء تضع مصلحة أبنائها نصب أعينها. فهم مهتمين, داعمين , و في أغلب الاحيان يكونوا تحت ضغط هائل نابع من وجوب إدارتهم لحياتهم وفي ذات الوقت إدارة حياة أبنائهم. يعتقد هؤلاء الآباء ان أبنائهم لا يجب أن يتعرضوا بمصاعب الحياة, و يجب حمايتهم من تلك الصعاب. فإذا كان أحد الآباء تعرض لمشكلة أو وقع في خطأ بحياته, فهو يحاول إنقاذ ابنه من الوقوع بنفس الأمر. كما أن بعض هؤلاء الآباء يعتقد أنه ليس في استطاعة أبنائهم عمل أي شيء صحيح.

من سلبيات التسلط في حماية المراهقين     التقليل من ثقة الأبناء     ترسيخ الخوف من الفشل أو البحث عن فرص نمو جديدة     جعل الأبناء غير قادرين على التفكير معتمدين على أنفسهم, وجعلهم دائمًا في احتياج للاعتماد على شخص آخر   يجب ان يعلم الآباء الوقت المناسب للتحكم بتصرفات أبنائهم, و متى يجب أن يترك لهم القرار. فغياب الرقابة الكاملة يخلق أطفالا غير منضبطين, في حين أن الثقة  والاحترام المتوازن سوف يخلق أطفالا أسوياء ذوي عقلية مستقلة معتمدين على الأسس التي قام الآباء بزرعها بداخلهم.   فحتى لو وجدت ابنك يقع في مشكلة كبيرة حاولي أن تتحكمي بنفسك وأن تري الصورة الأكبر (ما دامت ليست مشكلة صحية او حادث آمان). فإذا لم يقع في هذه المشكلة, لن يتعلم. قومي بالنصح, و قدمي الدعم, و كوني موجودة له دائما وفي أية محنة. و مع أنه من الصعب القول عن الفعل, فإنك بعدم تدخلك تساعدينه وذلك لمصلحته. احرصي على توفير استقلاليتهم التي يحتاجونها, و في نفس الوقت كوني حائط الأمان الذي يتطلبون. فأنت ملجأ الأمان لهم و ستظلين كذلك. 






هل اعجبك الموضوع :

تعليقات