القائمة الرئيسية

الصفحات

القصيدة التي أبكت النبي محمد صلى الله عليه وسلم

 



جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: يا رسول الله إن أبي أخذ مالي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل: اذهب فاءتني بأبيك، فلما ذهب الرجل، نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام، ويقول: إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه؟ ألا رسول الله 


فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما زال ابنك يشكوك أنك تأخذ ماله! قال الشيخ: سله يا رسول الله، هل أنفقه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إيه دعنا من هذا وأخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك؟ قال الشيخ: والله يا رسول الله ما يزال الله يزيدنا بك يقينا! قلت في نفسي شيئا ما سمعته أذناي! قال: قل وأنا أسمع: قال: قلت:

غذوتك مولوداً ومنتك يافعاً ** تُعلًّ بما أجني عليك وتنهلُ
إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبِتْ ** لسقمك إلا ساهراً أتململُ

كأني أنا المطروقُ دونك بالذي ** طُرقتَ بهِ دوني فعيني تهمل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها ** لتعلم أن الموت وقت مؤجل
فلما بلغتَ السن والغاية التي ** إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلتَ جزائي غلظة وفظاظة ** كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي ** فعلت كما الجار المجاور يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم تكن ** عليّ بمال دون مالك تبخلُ

فعند ذلك أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه، وقال: «أنت ومالك لأبيك».

قال الله تعالى في سورة الإسراء:
«وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً» (الآية: 23 – 24).
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات