٤- هيربنوفوبيا: الخوف من الزواحف ( الحيوانات الزاحفة ).كلوستروفوبيا
الخوف حالة إنسانية، لا تملك أن تمنعها عن أحد، خاصة إذا سيطرت عليه، ومن بينها "فوبيا الحيوانات" خاصة من الكلاب والقطط.
فالبعض يشعر بهلع حال كان يأكل في مطعم، واقترب منه قط يستجدي منه بقايا الطعام، فربما تسبب فزعه في إضحاك الناس عليه، أو قلب مائدة الطعام وما عليها على الأرض نتيجة الخوف الشديد.
كما أن البعض ربما لا يمر من شارع يتواجد فيه كلب لمجرد أن ينبح عليه، فضلاً عن بعض الحيوانات الأخرى التي تتواجد بيننا كالفئران والطيور في المنزل، وغيرها.
وقد يسبب الأمر إحراجًا كبيرًا ومشاكل في حياتك الاجتماعية، فربما تمتنع عن زيارة صديقك المقرب لمجرد أنه يملك حيوانًا تخاف منه، وتشعر بأنه لا يوجد حل واضح لهذه المشكلة.
لذلك تنصح دراسات نفسية، لكي تسير في الطريق الذي تتمكن فيه من القضاء على الخوف من الحيوانات ، بمعرفة الأسباب التي تؤدي لخوفك بشدة من الحيوانات، وما هو مدى تأثير الخوف من الحيوانات على حياتك؟، وتقدم العلاج في النقاط التالية.
تقول الدراسة إنه ربما تكون قد تعرضت إلى تجربة شخصية في أن تواجه حيوانًا مخيفًا أو أكثر في ماضيك، وربما سبب هذا الحيوان فزعًا كبيرًا لك عندما واجهته بمفردك، كذلك فقد يكون هذا الحيوان قد حصرك في مكان مغلق ولا يوجد أي طريق للهرب، مما جعلك تشعر بأنك ستلقى حتفك، إلا أن الأمر مر بدون أي يحدث شيء لك، لكن ذكرى هذه التجربة لم تنمحي من ذاكرتك، كذلك فقد تكون تعرضت لعضة كلب أو هجوم قط فتاك عليك، أو كلب مسعور أو أي حيوان مصاب بمرض معدي.
فوقتها عقلك الباطن يستدعي تلك الذكرى ويجعلك تفكر في أن كل الحيوانات ستسبب لك الأذى مثلما فعل هذا الحيوان الذي أثر عليك بشكل كبير في تلك التجربة.
وينصح علماء النفس هذا الشخص الذي يعاني من الخوف من الحيوانات، بتحليل الأعراض التي تخصه، فبعض أنواع الفوبيا، ومنها فوبيا الخوف من الحيوانات، قد تشمل بعض الأعراض مثل: هل أنت تخاف من حيوان مفترس بنفسه، أم أنك تخاف من الصوت الذي يصدره الحيوان؟، كما في حالة الكلاب التي تقوم بالنباح بصوت مخيف.
فإن بعض الناس قد يخافون من الكلب وهو يقوم بالنباح بصوت عالي باستمرار، لكنهم لا يشعرون بأية مشاكل عندما لا يصدر الكلب أية أصوات، ووقتها يختلف الشعور بأنك تريد أن تهرب أو تختفي في أسرع وقت بعيدًا عن المكان.
علامات الخوف
ويختلف معدل ضربات القلب بشكل غير طبيعي، والتعرق الزائد، الشعور بالارتعاش أو الانتفاض، ويصبح النفس قصيرًا، ألم في الصدر، الشعور بالغثيان والدوخة والقشعريرة، وعدم القدرة على ضبط توازن تفكيرك وبأنك ستصاب بنوبة من الجنون، والشعور باقتراب الموت.
وأكد علماء النفس، أن المشكلة تقع في أن تجنب الحيوانات أمر صعب للغاية، خاصةً في البلدان التي تكثر فيها الحيوانات.
وبشكل عام، فإن أغلب دول العالم توجد فيها كمية كبيرة من الحيوانات التي قد تسبب الخوف لكثير من الناس مثل الكلاب، فيجب أن تفهم أن هناك طريقة منهجية في التغلب على هذا الخوف، لا تشعر بأن الأمر مستحيل الحل، وضع في اعتبارك أن الأمر لن يختفي بسرعة، ستحتاج إلى بعض الوقت لتتمكن من أن تتغلب على الخوف من الحيوانات بشكل تدريجي.
ونصح علماء النفس بأن تقوم بالكتابة والتعبير عن خوفك في أي مكان، ويمكنك أن تتعلم الطرق التي تجعلك قادرًا على الاسترخاء والتأمل، وأن تتحلى بالثقة بأكبر قدر ممكن، خاصة وأن خوفك من الحيوانات هو أمر نفسي بشكل كامل، وأنت تحتاج إلى أن تكون واثقًا من قدراتك على التغيير، وأن تكن مؤمنًا بنفسك، لا تفكر في أنك غير قادر على حل المشكلة.
ويستخدم الأطباء النفسيون في إحدى طرق العلاج المواجهة المستمرة مع الحيوانات، فقد تكون هذه من أكثر الطرق الفعالة التي ستتمكن من خلالها من التغلب على الخوف من الحيوانات.
لكن تذكر أن هذه التجربة قد تزيد من كمية خوفك إذا لم تتخذ الحيطة الكافية، كذلك فإنه من الأفضل أن يكون معك شخص أو آخر في هذه التجربة.
وقبل كل شيء، فأنت تحتاج إلى تهيئة نفسية كبيرة، اختر الوقت المناسب الذي تشعر فيه بأنك قادر على أداء التجربة، واختر مكانًا مفتوحًا لا تشعر فيه بأي قلق، واخرج مع أكثر من صديق لك مع الحيوان الذي تخافه.
في المرة الأولى قد يكون من الأفضل أن تحافظ على مسافة غير قصيرة بينك وبين الحيوان، ثم قم بتقليل المسافة تدريجيًا، إلى أن تكون قادرًا على الاقتراب من الحيوان كما يفعل صديقك.
طرق علمية للتخلص من "الفوبيا":
الخوف سلوك بشري وإنساني، يمر به أي إنسان طبيعي، إلا أنه يتحول عند بعض الأشخاص لمرض نفسي، أو ما يطلق عليه اسم "الفوبيا"، مثل الخوف ركوب الطائرة وصعود الأماكن المرتفعة، أو المرور بجوار بعض الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب، وغيره من الأشياء الأخرى.
وتتفاوت درجة الخوف من شخص لآخر، لكن إذا زادت حد الرعب المرضي فهذا ما نطلق عليه "الفوبيا"، وفي معظم الأحيان تعود جذور المرض إلى طفولة الشخص، وغرس تلك المشاعر منذ الصغر، كتخويف الأطفال، وعقابهم والحكايات المخيفة، وخوف الكبار الذي ينتقل بالمشاركة الوجدانية والإيحاء والتقليد أو تلك التي تنجم عن الشعور بالإثم والذنب وبعض الظروف الأسرية المضطربة الناتجة من الشجار المتواصل والانفصال والطلاق وغيرها.
وربما تتحول تجربة سيئة في لحظة واحدة إلى "فوبيا" تستمر لسنين، وتحتاج لأشهر وربما سنوات للتخلص منها.
وتشمل التطبيقات العلاجية لـ "الفوبيا"، تمارين أو أدوية أو مزيجًا من كليهما.
ونشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، نقلاً عن عدد من الأطباء، مجموعة من النصائح للتعامل مع نوبات الخوف بتمارين الراحة، كالتنفس والتأمل، كي تعطي المصاب بـ "الفوبيا" القدرة على التحكم بأعراض المرض، لكن للتخلص منه هناك علاج نفسي سلوكي وهو الأكثر شعبية، يشمل مواجهة الشخص لمخاوفه بشكل تدريجي.
كما يزداد الاحتكاك بين الشخص ومخاوفه مع تقدم العلاج بهدف التقليل من قوة مصدر الخوف وتحويله إلى عامل يفتقر للأهمية والأفكار السلبية.. وباتت بعض هذه التجارب تستخدم الواقع الافتراضي لعرض مصدر الخوف الفوبيائي كالكلاب أو المصاعد الضيقة.
أعراض الفوبيا
تحدث الأعراض عند مواجهة الشيء أو الموقف الذي يخيف الشخص أو بمجرد التفكير به وتظهر الأعراض على هيئة إجهاد وصداع وإغماء وارتجاف بالكلام والتبول اللاإرادي في بعض الأحيان، وتصبب العرق، والتقيؤ وألم الظهر، وضيق التنفس والشعور بالاختناق والغثيان. صعوبة البلع وازدياد ضربات القلب والهلع والصراخ ونوبات من الغضب والبكاء الشديد. ضعف الثقة بالنفس، والشعور بالنقص والتردد وتوقع الشر والانسحاب واللجوء للعزلة.
ويمكن التغلب على "الفوبيا" بسهولة عبر مجموعة من الحلول:
التغلب على "الفوبيا" عند الأطفال عدم القلق على الأولاد، وإذا تعرض طفلك لخبرة مخيفة تشرح له في هدوء، والتقليل من التحذير أو المبالغة في النقد، ومنع الاستهزاء بهم أو التخويف عن طريق الحكايات المرعبة (مثيرات الخوف)، واللجوء لأسلوب الترهيب لإطاعة أوامرك.
الوعي لما يسيطر عليك من أفكار تولد تلك المخاوف ومواجهتها حتى لا تتمكن منك ومحاولة ضبطها من أجل التغلب على الفوبيا لا الهرب منها أو تجاهلها.
حاول ألا تفكر كثيرًا فيما يخيفك؛ فتوقع الأسوأ يزيد الأمر سوءًا، فلا تكن حبيس أفكارك، ولا تدعها تتحكم بك وأكد لنفسك أن ما تخاف منه ليس بالحجم الذي تتخيله.
تعلم ألا تخشى النقد مما يخيفك وتحدث مع الشخص المناسب.
كن إيجابيًا، وقل لنفسك أنك تستطيع التغلب على الفوبيا.
استشارة الطبيب من أجل التغلب على الفوبيا، سيساعدك الطبيب في إيجاد الأسباب الحقيقة والدوافع المكبوتة وراء تلك السلوكيات المرضية، وتصريف الكبت وتنمية بصيرتك فللعلاج النفسي التدعيمي له دور كبير في تنمية الثقة بالنفس.
استثمر وقتك وانشغل بالعمل النافع من أجل التغلب على الفوبيا.
الوعي الديني سلاحك للأمان مهما كانت ديانتك، ستجد في صلاتك راحة لا مثيل لها وحديثك مع الله يجعلك دائما أقوى، وحصن نفسك دائما بالذكر الطيب، واستعذ بالله من تلك الأفكار التي تملئ قلبك وعقلك، وتهدد راحة بالك.
الغذاء والماء والراحة من أجل التغلب على الفوبيا، فلابد من حصول جسمك على قسط كاف من الراحة اليومية، وشرب الكثير من المياه التي بدورها تعمل على توسعة الشرايين.
تعليقات
إرسال تعليق