أرسل الله الرسل و الأنبياء إلى البشر برسائل سماوية ترشدهم إلى الهدى، و تحمل لهم الخير، و قد اختار الله انبياؤه من خيرة الناس صفاتا، و أحسنهم خلقا، و كان أنبياء الله يتقربون إليه بالأعمال الصالحات، و منها طبعا الصوم، و يصوم المسلمون شهر رمضان المعظم من كل عام، و لكن ماذا عن صوم الأنبياء و الرسل من أول آدم عليه السلام، كيف كان صيامهم؟ و هل يشبه الصيام الذي نصومه الآن؟
الصيام في الإسلام أول من صام
الصيام ليس امتناعا فقط عن الطعام و الشراب، بل امتناع عن الشهوات، و امتناع عن ما يغضب الله، سعيا لنيل رضا الله، و شكرا لله على نعمه علينا، و قد أمرنا الله بالصيام أياما معدودات كما ذكر في كتابه الحكيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ }.
أول من صام من البشر آدم عليه السلام
كان نبي الله آدم عليه السلام هو أول من صام من أهل الأرض لله تعالي، و كان ذلك بعد أن هبط آدم من الجنة إلى الأرض بعد أن عصي ربه، فصام توبة لله و شكرا لله، حيث كان يصوم الأيام التي يكون القمر فيها بدرا، و التي نعرفها اليوم بالأيام البيض اي أيام الثالث عشر و الرابع عشر و الخامس عشر من كل شهر هجري.
و عندما بعث الله نوحا فى قومه، و لم يستجيبوا لدعوته فصنع الفلك كما أمره الله و ركب فيه هو و من آمن معه، حدث الطوفان و كان نوح يصوم هذا اليوم حتى توفاه الله، كما كان يصوم أيضا الايام الثلاثة التي كان يصومها أبو البشر آدم عليه السلام.
خير الصيام صيام داوود
في حديث نبوي شريف حدثنا رسول الله صلي الله عليه و سلم عن صوم نبي الله داوود فوصفه بأنه خير الصيام عند الله، و ذلك أن نبي الله داوود كان يصوم يوما و يفطر يوما، أما نبي الله سليمان فكان يصوم من كل شهر تسعة أيام، ثلاثة في أوله، و ثلاثة في أوسطه، و ثلاثة في آخره.
صيام إبراهيم عليه السلام
كان نبي الله إبراهيم عليه السلام يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، و قال عنه رسول الله أنه كان يصوم الشهر كله، و يقصد أن الحسنة بعشرة أضعافها، و أن أبا الأنبياء إبراهيم كان يصوم ثلاثة أيام فيجازيه الله بعشرة أضعافها، أي ثلاثين يوما، فكأنه صام الدهر كله دون نقصان.
كيف صام موسي أربعين يوما
يقول الله تعالي في كتابه العزيز:{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَة وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ}، و يقال أن تفسير ذلك أن الله أمر موسي عليه السلام أن يصوم ثلاثين يوما متتابعة دو إفطار أبدا حتى يلقي ربه فيكلمه و الاغلب أن هذه الثلاثين يوما هي في شهر ذي القعدة، و بعد أن أوفي موسي صومه كره أن يلقي ربه بفم كريه من الصيام، فأخد بسواك ليتخلص من رائحة فمه فغضب الله و امره أن يصوم عشر أيام أخري، و صامها موسي، و هي في الأغلب العشر الأوائل من ذى الحجة.
كيف كان يصوم رسول الله صلي الله عليه و سلم
كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يصوم كل عام شهرا قبل أن ينزل عليه الوحي، و بعد بعثته كان يصوم الاثنين و الخميس من كل أسبوع و يحث الصحابة على صومهم، فيقول لهم بأن الأعمال تعرض على الله في يومي الاثنين و الخميس، و أنه صلي الله عليه و سلم يحب أن تعرض أعماله على الله و هو صائم.
و يروي الصحابة أن رسول الله كان يصوم أحيانا أياما متتابعة لا يفطر بينها أبدا، فيظنوا أنه لن يفطر مرة أخري، ثم يجدوا أنه أفطر و لم يصم مرة أخري لفترة فيظنوا أنه لن يصوم مرة أخري.
تعليقات
إرسال تعليق