الجن مخلوق من مخلوقات الله لا يعلم البشر عنهم الكثير، وما يعلموه عنهم لا يخرج عن أمور ثلاثة، إما ما أخبر به الله سبحانه وتعالى، أو أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، أو كان من تجارب رقاة موثوق في إيمانهم، وأمانتهم وصدقهم، لذلك فإن العلم عنهم ليس بالكثير، والواجب عدم التسليم بما يصدر عن المشعوذين، والدجالين.
ولا يوجد دليل ديني شرعي، يخبر بأن هناك علاقة بين الملح والجن، سواء كانت تلك العلاقة علاقة حب أو كره، أو علاقة خوف أو ضيق منهم، فمن غير المقبول القول بأي مشاعر من الجن تجاه أي شئ ما لم يتم ذكر السبب والدليل، إلا أن بعض الرقاة يشيرون إلى أن للملح أثر سئ على الجن وأنه أمر مؤذي لهم، وهو خلاصة قولهم في أمر الملح بالنسبة للجن.
وعلى ذلك فلا دليل على خوف أو كره الجن للملح، وعلى المسلم ألا يعتقد في الملح ولا في غيره أي قدرة، أو مقدرة على دفع ضرر أو جلب منفعة من أي نوع، وأن يكون اعتقاده الكامل التام في الله وحده سبحانه وتعالى، وليس في منفعة، أو ضرر من مخلوق من مخلوقات الله ضعيف، بل هو أضعف من الإنسان نفسه.
أما الاستعانة على الجن، والشياطين، تكون بالدعاء لله، والتقرب إلى الله، وقراءة القرآن الكريم ، والتحصن بالأذكار، والاستعانة بالرقية الشرعية، المكتوبة بقرائتها، أو بالمسجلة عن طريق سماعها.
ومن أكثر ما يحصن من الجن هو القرآن الكريم، والأذكار، والحفاظ على الأذكار لها مفعول كبير في دفع الأذى والضرر من أمور كثيرة منها الشياطين والجن، ومن الفواجع، والمصائب، وغيرها، إلا ما شاء الله وقدر على الإنسان، ومما يحصن الناس من كل شر خفي من شياطين وجنة أية الكرسي.
وقد ورد فيها عن أبي هريرة قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت ، فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: أعلمك كلمات ينفعك الله بهن قلت : ما هي ؟ قال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ هذه الآية : الله لا إله إلا هو الحي القيوم . . . حتى ختم الآية فإنه لن يزال عليك حافظ من الله تعالى ولا يقربك شيطان حتى تصبح.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما فعل أسيرك الليلة ؟ قلت : يا رسول الله علَّمَني شيئاً زعم أن الله تعالى ينفعني به ، قال : وما هو؟ قال : أمرني أن أقرأ آية الكرسي إذا أويت إلى فراشي ، زعم أنه لا يقربني حتى أصبح ، ولا يزال عليَّ من الله تعالى حافظ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما إنه قد صدقك وهو كذوب ، ذاك الشيطان . رواه البخاري
والخلاصة في ذلك أنه ينتشر بين الناس فكرة أن الجن والشيطان يخافون من الملح، والبعض يعتقد في ذلك أن سببه أن الجن أيونات سالبة والملح أيونات موجبة فيستطيع طرد الجن، والأمر كله غيبي لا يعلم حقيقته إلا الله.
ما هي الروائح التي يكرهها الجن
يعتقد الناس في بعض من الأشياء التي تساعد على دفع الجن، وطرده، سواء كان أشياء صلبة مثل الحديد، أو مواد مثل الملح، أو حتى غازات منبعثة من بعض الروائح، وهذا الاعتقاد ليس مؤكد إن كان البعض قد بناه على جهل الدجالين، واستغلال خفة بعض الناس، أم كان عن تجارب حقيقية لبعض الرقاة، وعلى كل فالمهم في الأمر الاعتقاد أن لا يكون في غير أن الخير ودفع الضرر بيد الله وحده.
ويشير البعض أن المسك، ومنه أنواع المسك الأبيض أو الأحمر أو الأسود ، هي نوع من العوامل المساعدة لبعض من يقوم برقية الناس، وإن كان شيوخ وعلماء كثر لا يفضلون شئ سوى الرقية وخاصة بأن يتم الاكتفاء فيها فقط بالقرآن الكريم.
وما ورد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، مع التأكيد أن بعض الرقاة المتوكلون على الله المعتقدون في الله وحده قد جربوا بعض تلك الروائح والاستخدامات، وأفادوا بحسن تأثير تلك الروائح على الشياطين من الجن، وأنهم يتأذوا من تلك الروائح، مما قد يدفعهم مع وجود الرقية الشرعية، في الابتعاد والهروب.
ويعتبر الزعفران والمسك الأبيض أو الأسود وغيرهم، فهي تعد أمور مساعدة، بعض ممن يرقي يستعملها والبعض لا يستعملها، وهو ما يعني أنه لا مانع من استخدامها لأن بعض من الرقاة الذين يستخدمونها يضعونها في الماء.
وفي أوقات أخرى يطلبون من الناس أن تغتسل في هذا الماء، بل أنهم قد يطلبون أن يبقى فيه فترة، ويقال أنه يتأثر الجن بهذا تأثرًا كبيرًا، وبعض من الجن في الحقيقة قد يترك الجسد أو المكان من الخوف الشديد من تلك الروائح، فيضطر فعلاً للمغادرة.
مع وجوب العلم أن الله وحده كافي عباده الشرور، وكلام الله تعالى وكلام نبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم وما يشير له العلماء من الرقية الصحيحة التي ليس فيها أي تعارض مع الوحي والنصوص من الكتاب والسنة، والرقية الشرعية قد ثبت بعضها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضها عن الصالحين.
فوائد رش الملح على باب المنزل
ينتشر بين الناس عادة وفكرة عن الملح في المنازل، وهي أن يرش الناس الملح على عتبة البيت من الخارج أو الداخل، أو يرش الملح وينثره أمام الباب وهم يعتقدون في ذلك فائدة، سواء بجلب ما يسمى بطاقة إيجابية، أو دفع الشياطين والجن، أو منع أذى، وغير ذلك من المعتقدات التي تتعلق بالغيبيات، ومخلوقات الله من غير البشر.
ويقول العلماء في ذلك أنه من فعل ذلك مقلد فعليه أن يتوقف عن الفعل لخطورة الاعتقاد بما يفيد أو يضر في تلك الحياة بغير أنر الله، وبغير ما دلنا عليه الدين ، والأفضل على المسلم اجتناب كل هذا، ولا يعلم العلماء على حد قولهم ما يفيد في طرد الشياطين والحسد وغيرهم للملح من فائدة سواء كان في الدين او التجارب أو بالعقل، بل أنهم لا يجوز اتخاذ أي شئ أو سبب غير شرعي في الاعتقاد بدفع الجن والشياطين عن المنزل.
حكم رش الملح في زوايا البيت
يعتقد البعض وكثير من النساء خاصة أن الملح يفيد في طرد الشياطين من المنزل إذا تم وضعه في أركان وزوايا البيت، وهو مثله مثل ما سبق من الاعتقادات التي يظن فيها الناس أن لشيء القدرة على طرد الشياطين ،منها الملح، وزيت الزيتون، والحديد، وغيرها من الأشياء المادية، التي لا يجوز الاعتقاد فيها.
فالأولى بالناس استخدام ما شرع الله في ذلك سواء أيات القرآن الكريم مثل أية الكرسي، أو الاستماع أو قراءة سورة البقرة، فهم أنفع مع الشياطين والجن من التعامل بما لم يقرره الشرع.
وعلمن يريد تحصين بيته من الشياطين والجن أن يقلع عن الذنوب والمعاصي، وأن يتقرب إلى الله بما فرضه على الناس، وأن يزيد بالنوافل والصدقات، وأن يتحصن بأذكار الصباح والمساء، وأن يعتمد على الرقية الشرعية، وهو معتقد في قدرة الله وأن لا معين سواه.
وعلى من يفعل ذلك ويرش الملح في الزوايا أن يعلم إن كان اعتقاده القلبي بأن هذا الملح سوف يخلص البيت من الجن أو يطرده، أو يحمي من بالبيت فعقيدته فاسدة، أما إذا كان على يقين أن لا شئ يطردهم سوى كلام الله فقط ويستخدم الملح كوسيلة مجربة من بعض الرقاة فلا بأس ولكن ترك ذلك كله أولى وأوجب عليه.
تعليقات
إرسال تعليق