معاير جمال النساء معلومات
واقترن الجمال في عالم الآلهة بفينوس ربة الجمال في مدينة الألمب، وفي أساطير اليونان ارتبط الجمال بالمرأة، وتابعنا الاختلاف النسبي في تقدير الجمال بين افلاطون وأرسطو وصولا لنظرية الجمال الكلي للفيلسوف الألماني إيمانويل كانت. وظهر في العصر الحديث عصر الصناعة، ما يمكن أن يسمى الجمال المصنع الذي أفقد المرأة جمالها الطبيعي الذي لا تحول اليوم إلى جمال المساحيق.
وفي التراث العربي، يمزج التصوُّر الخاص بالجمال، بين الجمال الطبيعي، أي جمال الوجه والقوام، والجمال المعنوي، أي مجموع الصفات المعنوية التي تطوَّرت مع تطوُّر المجتمعات العربية الإسلامية.
وعبد الشعراء الأقدمون جمال المرأة واتخذوه مقدمة لجميع قصائدهم حتى وصفت القصيدة الخالية من المقدمة الغزلية بالبتراء.
وعندما يتعلَّق الأمر بوسامة الرجل الوسيم، تصحو آلة القهر والتعذيب، فقد روت القصص التراثية نفي الشاب نصر بن حجاج من المدينة إلى البصرة، لأن وجوده أغرى بالفتنة والغواية بعد أن تشببت به فتاة مدنية؛ وقبل ذلك واجه سيدنا يوسف عليه السلام بسبب جماله، السجن الطويل.
ثم كان أن ظهرت صرعات جديدة، هي مسابقات الجمال على أساس مقاييس تختلف من مجتمع لآخر بينها مقاييس السمرة والخصر الرفيع، والقامة وغير ذلك.
وتختلف مقاييس الجمال وبخاصة جمال المرأة، باختلاف المجتمعات البشرية فترى ما هو جميل عند مجتمع قبيح حد التقزز عند مجتمع آخر.
فبينما نرى السمنة المفرطة مقياس جمال عند البعض نجد البعض الآخر يتشبث بالمرأة النحيفة.
ثم كان أن ظهر عالم التنحيف والتخسيس وأسست له مشافيه وأصبحت له معاهده وصيدلياته وجراحوه، وعالمه.
وبقيت السمنة في موريتانيا مقياس زواج الفتاة، فبقدر ما كانت المرأة بدينة سمينة بقدر ما اكتسبت حظا أوفر في الزواج، وفازت بمهر كبير، عكس النحيفات اللائي يتشكل منهن عالم العوانس.
والغريب أن بعض الصفات التي تعتبرها شعوب معينة قمة في الجمال، تعتبرها أخرى قمة البشاعة والقبح.
ويعبد الإيرانيون أنف المرأة فجمال الأنف بالنسبة لهم من أهم عوامل أن بعض نسائهن يركبن أنفاً مزيفة دون جراحة.
وفي تايلاند لا شيء أهم من طول العنق، ويقيس الخطيب طول رقبة خطيبته ليختار أطول الفتيان رقبة وجيدا، وقد دفع هذا قبائل تايلاند إلى إحاطة جيد الفتاة حلقات معدنية حول رقابهن وزيادة عددها تدريجياً مع مرور السنوات لكي يزيدوا من طول الرقبة التي تعد عندهم من أهم معايير الأناقة والجمال.
وفي أفريقيا لا شيء أجذب للرجال من المرأة ذات الشفاه الكبيرة، وهو ما جعل الفتيات الراغبات في تكبير الشفاه، يربطن أطباق فخار داخل أفواههن لتتمدد الشفاه.
إنها خلافات البشر الطبيعية ومسارات الفطرة الإنسانية بما فيها من نزوات وأهواء، وبما يطبعها من صراعات متقدة لا تكاد تنتهي حلقة منها إلا وبدأت الأخرى.
تعليقات
إرسال تعليق