إلى رسول الله محمد ٍ صلى الله عليه وسلم و قد كفاه الله المستهزئين ...
مُذ كنتُ طفلا ً وجدي ممسكٌ بيدي
يقول : صلّ على المختار يا ولدي
محمدٍ فأرى في العين دمعته
و رعشة في شغاف القلب لا الجسد
يضمني ثم يروي ألف معجزة ٍ
وكيف كان يداري الجوع بالجلد
وكيف يرسم للإنسان منهجه
بالحب والخير والأخلاق والرّشد
و حين أعجب مما فيه من شغف ٍ
يقول : حبُّ رسول الله معتقدي
ألماً أشعُّ وليس ثمّت حاد ِ
يبتلُّ ملحُ جراحه ِ بمدادي
ألماً أشعُّ و ألف ُ باب ٍ مُوصد ٍ
في وجه أغنيتي و وجه بلادي
لم يُبقِ لي زمني نبوءةَ شاعر ٍ
همست له جهرا ً : علامَ تنادي ؟
قد طال ليلي ( النابغيّ ) و أنجمي
لم تلتفت يوما ً لصوت الحادي
يمتدُّ في جسدي صقيعٌ ساخنٌ
جبلٌ جليديٌّ من الأضداد
كسّرتُ أقلامي ... وأبري غيرها
بأظافري ... بريَ الأسى لفؤادي
و إلى جواري ما تلفّت هاجسي
ذئبٌ ينازعني رغيف الزاد
خبزا ً و ملحا ً يحلمان بصحبة ٍ
تحنو على جرحي ببعض ضماد
والسنبلات ُ الخضرُ لا عامٌ يُغاثُ
به ولا بشرى ليوم حصاد
و إذا تغيّب هدهدٌ لم يأتني
خبر ٌ بغير تفرّق ٍ و حداد ِ
و حمامة ٍ طوقُ النجاة يسومها
خسفا ً ويمنعها لذيذَ رقاد
هيَ منذُ أسلمت ِ الرياحَ جناحها
للآن لم تعرف طريق رشاد
ما ثمّ جوديٌّ يلوح لعينها
لتنام جفنا ً مُثقلاً بسهاد
فمضت لتنقض غزلها ... يدها على
قلبٍ يراود ُ لوعة الأكباد
و يدٌ أصابعُها تُكفكف ُ أدمعاً
كُحلت أمانيه بكلِّ سواد
أنا يا حمامة ُ منذ أول شهقةٍ
ميلاد هذا الحزن من ميلادي
و أنا اغترابُ قصيدة ٍ لمّا تقُمْ
أو حرفها يوما ً بذرِّ رماد
هاجرتُ من قبل الطواف تخفيّاً
فجميع ُ من أخشاه ُ خلف َ الوادي
دعني على جمر الغضى أتقلّبُ
و استوص ِ بي رفقاً فإنيَ متعب ُ
لا تكسرِ المرآة إنّ بوجهها
وجهي الذي مازال مني يهرب ُ
هم أهرقوا ما قد تبقّى من دمي
و تعاهدوا ... فأنا القتيلُ المُذنبُ
مروا على بئر ٍ يراود صرختي
لم يفقهوا معنى الأسى ( فاستعربوا )
من فرط ما صرخت حناجرُ أحرفي
تستغضبُ الدنيا فلا تُستغضَبُ
أوصدت أبوابي فلا هي أشرقت
شمسي و لا أغفى بجفنيَ كوكبُ
و لأنني شهقات حزن ٍ مترَف ٍ
بالأمنيات أظلُّ دوما ً أكتبُ
للياسمين ... لبحّة الناي الذي
ما زال في أحزانه يتقلّب ُ
و لصوته المخنوق مثل قصيدتي
و لحزنه ... ولدمعة ٍ تتصبّبُ
من ألف جرح ٍ غائر ٍ بقلوبنا
للآن كل جراحنا تتوثّب ُ
و مع احتشاد مواجعي لا تنتظرْ
قلبا ً يُسائل أيّهم مُتسبب ُ ؟
قدماي يا رملَ المنافي لم تزل
في درب غربتها .. و كم يتشعّبُ
و نوارسي بعد اختصام مراكبي
لم تدر ما معنى يخونك مركب ُ
....
كانت عصافير ُ البيان... و كان لي
وطن ٌ به كلّ الأسى يُستعذَبُ
لكنها العُتبى و يعلم أننا
بِرا ً به ... لمّا نزلْ نتعذّبُ
و بأننا .. ودمٌ يضوعُ قصائدا ً
إلا إليه جراحُنا لا تُنسَب ُ
الشاعر امجد الخطاب
تعليقات
إرسال تعليق