القائمة الرئيسية

الصفحات




ما هو مرض البيكا مرض البيكا "Pica syndrome"
هو اضطراب سلوكي قهري، حيث إنّ الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يأكلون الأصناف التي ليس لها قيمة غذائية، وقد تكون هذه الأصناف غير ضارة نسبيًا مثل مكعبات الثلج، وقد تكون ضارة جدًا مثل: الطلاء أو الدهان أو القطع المعدنية والتي تؤدي غالبًا إلى الإصابة بتسمم الرصاص وعناصر سامة أخرى، يحدث هذا الاضطراب غالبًا في الأطفال والنساء الحوامل، وعادةً ما يكون مؤقتًا، ويجدر التنويه إلى أنّ هذا الاضطراب يحدث أيضًا في الأشخاص الذين لديهم إعاقات ذهنية، أو إعاقات في النمو، وسيتم في هذا المقال الحديث عن أعراض هذا الاضطراب وأسبابه وعلاجه وطرق الوقاية منه.
أعراض مرض البيكا:
إن مرضى اضطراب بيكا يأكلون المواد غير الغذائية -كما تمّ التنويه لذلك سابقًا- بانتظام، ويعتبر الأطباء أنّ الشخص مُصاب بهذا الاضطراب إذا استمر سلوك تناول المواد غير الغذائية مدّة شهر واحد على الأقل، ومن الأشياء التي يقوم مرضى هذا الاضطراب بأكلها؛ الجليد والصابون والطين والشَعر والتراب والرمل وبقايا رماد السجائر والصمغ وأدوات الرسم والطباشير وحتّى البراز.
أسباب مرض البيكا
لا يوجد سبب واحد مُعيّن ومُسجَّل تشخيصيًا للبيكا، ولكن قد يترافق البيكا مع بعض حالات نقص الحديد أو الزنك أو أي مغذٍ آخر، فمثلًا قد يكون فقر الدم -الناجم عن نقص الحديد في الجسم- السبب الأساسي للبيكا عند النساء الحوامل، وهذا ما يجعل للمريض رغبة مُلحة في تناول أشياء غريبة كالقطع المعدنية في محاول تعويض مخزون الحديد على سبيل المثال لا الحصر، هناك عدّة نقاط يجدر التنويه إليها حول علاقة أسباب البيكا بالنظام الحياتي أو باضطرابات عقلية أخرى ،وهي على النحو الآتي:
قد يستمتع بعض الأشخاص أو قد يكونون شغوفين بنكهات بعض العناصر غير الغذائية. إنّ الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية مثل الفُصام أو الاستحواذ القهري قد يطوّرون إحدى السلوكيات القهرية لمرض البيكا كآلية للتكيّف، باعتبار أنّ البيكا سلوك قهري يتماثل مع سلوكيات مرض الاستحواذ القهري. إنّ سوء التغذية يمكن أن يؤدي إلى البيكا، ففي مثل هذه الحالات قد يساعد تناول الأطعمة غير الغذائية على الشعور بالشبع.
مضاعفات مرض البيكا:
هناك بعض المضاعفات للبيكا والتي تتطوّر وتظهر إذا لم يتم الخضوع للعلاج الصحيح، ومنها التسمم بالرصاص والمشاكل العصبية وأمراض الدم والغدد الصم وأمراض القلب والأوعية الدموية والمشاكل الكلوية، ومن المضاعفات الأخرى المشكلات التي تظهر في القناة الهضمية مثل: الإمساك أو النزيف الهضمي الداخلي بالإضافة إلى متلازمات نقص الحديد أو الزنك.
تشخيص مرض البيكا :
إنّ التشخيص السليم للبيكا يعتمد على الكشف على عدّة أعراض والتي تحتمل فقر الدم أو الانسدادات المعوية أو تسمم الرصاص وغيره من العناصر المعدنية الخطرة التي يتم ابتلاعها، إذا لاحظ الطبيب وجود هذه الأعراض فسيطلب إجراء بضعة فحوصات منها:[٣] الأشعة السينية.
اختبارات الدم للتحقق من وجود فقر الدم والبحث عن السموم والمواد المعدنية التي تجري في الدورة الدموية.
أخذ التاريخ المرضي والغذائي للمريض من خلال السؤال عن نظامه الغذائي وما إلى ذلك.
اختبارات العدوى والتي تكشف عن وجود عدوى بكتيرية جرّاء تناول أغذية ملوثة. اختبارات تقييم وجود أيّة اضطرابات عقلية وذهانيه أو إعاقات في النمو.
علاج مرض البيكا:
إنّ المراقبة الطبية عن كثب أمر ضروري خلال فترة معالجة البيكا، وتتمثّل هذه المراقبة بالإشراف على سلوك الأكل عند المريض، وذلك نظرًا لخطر حدوث مضاعفات طبية مثل مثيلات التسمم بالرصاص كما تمّ الإشارة إلى ذلك آنفًا، وبالإضافة إلى ذلك، يجدر التنويه إلى أنّ دليل علم نفس الطفل السريري يدعم في الوقت الحالي الاستراتيجيات السلوكية العامة باعتبارها الطريقة العلاجية الأكثر فعالية للبيكا وذلك جنبًا إلى جنب مع سلوكيات وبرامج التدريب التي تُعرّف المريض بالأطعمة الصالحة للأكل من الأطعمة غير الغذائية والتي تُسبّب ضررًا له.
استراتيجيات إدارة مرض البيكا:
يُنصَح عادةً باتباع خطة علاجية يُشارك فيها العديد من أفراد الطاقم الطبي من أمثال علماء النفس والأخصائيين الاجتماعيين والأطباء النفسيين للإشراف على حالة المريض، وكما تمّ التنويه إلى أنّه لا توجد علاجات دوائية مُحدّدة للبيكا، وأنّ العلاجات تتمثّل في كونها علاجات سلوكية وإدراكية، لكن في الآونة الأخيرة ظهرت بعض الأدلة على أن العقاقير التي تعزز وظائف الدوبامين قد توفر بدائل علاجية لدى الأفراد المصابين بالبيكا، وفيما يأتي بعض النقاط حول استراتيجيات إدارة اضطراب البيكا:
التدريب على التمييز بين المواد الصالحة للأكل وغير الصالحة للأكل. استخدام أجهزة الحماية الذاتية والتي تحظر وضع الأشياء في الفم. تصحيح أي عيوب غذائية وذلك من خلال التوعية بخطر تناول المواد غير الغذائية.
جلسات العلاج السلوكي والإدراكي مع طبيب نفسي مختص باضطرابات الأكل والاضطرابات العقلية القهرية.
جلسات مع أخصائي اجتماعي تُعزّز من إيجابية المريض وإقباله على الخطة العلاجية والاستمرار عليها.
التعاون مع طبيب الأسنان في حالة كانت هناك أيّة مضاعفات على حالة الأسنان جرّاء تناول المواد المعدنية غير الغذائية.
الوقاية من مرض البيكا :
لا توجد طريقة مُحدّدة لمنع البيكا، ومع ذلك قد يُساعد الانتباه الدقيق لعادات الأكل والإشراف على الأطفال -ومراقبتهم عند وضع أيّة مواد ضارة في أفواههم- في التقليل أو الحدّ من حدوث مضاعفات البيكا.







هل اعجبك الموضوع :

تعليقات