هل المستقبل للعملات الرقمية…؟
تعتبر اللامركزية هي الفكرة الأساسية التي قامت عليها العملات الرقمية، من خلال إلغاء وجود فكرة المرجعية المركزية (البنوك) في التعاملات المالية والاعتماد على نظام جديد من الشبكات يسمى البلوك تشين (BLOCK CHAIN)..
تُسلّط الأضواء في الأشهر الأخيرة، على العملات الرقمية، بعد نمو سوقها بشكل باتت قيمتها السوقية تنافس كبرى الشركات العملاقة، وحتى تزاحم الذهب والفضة بقوة، وبدء تسابق كبار المستثمرين والعديد من الشركات والأفراد للاستثمار بهذه العملات نظراً لما تشهده أسعارها من تصاعد ملفت.
في تاريخ العملات الرقمية
العملة الرقمية هي شكل من أشكال العملات أو الدفع الالكتروني، والتي ليس لها وجود فيزيائي ملموس وإنما يقتصر وجودها على شبكة الانترنت والتعاملات الالكترونية، وتعتمد تقنيات متطورة جداً تسمح بالمعاملات الفورية ونقل الملكية مباشرة دون قيود وبنظام لامركزي.
تعتبر اللامركزية هي الفكرة الأساسية التي قامت عليها العملات الرقمية، من خلال إلغاء وجود فكرة المرجعية المركزية (البنوك) في التعاملات المالية والاعتماد على نظام جديد من الشبكات يسمى البلوك تشين (BLOCK CHAIN).
وتعتبر البتكوين أول العملات الرقمية ظهوراً، والأب الروحي لها، نشأت عام 2009 على يد شخص مجهول الهوية تحت اسم ساتوشي ناكومو(Satoshi Nakamoto) وبحسب موقع العملة (https://bitcoin.org/ar/) فإن ساتوشي هذا قام بترك المشروع عام 2010 وتطور مجتمع بتكوين من حينها بشكل مضاعف، والعديد من المطورين يعملون على البتكوين وأن ساتوشي ( الذي لم تعرف شخصيته حتى الآن ) لا يتحكم بالبتكوين، وعلى نفس المنوال هوية مخترع البتكوين من المحتمل أن تبقى مجهولة كهوية مخترع الورق.
تقنية البلوكتشين
تعتمد البتكوين والعملات الرقمية الأخرى على تقنية البلوكتشين (BLOCK CHAIN) والتي تعني حرفياً سلسلة الكتل.
والتي من خلال هذه السلسلة من الكتل التخزينية تسعى لإنهاء المركزية، بالقيام بمختلف المعاملات على هذه الشبكة وتخزينها وتوثيقها على هذه الكتل، دون قابلية للتعديل أو التزوير أو الضياع، بعيداً عن الدور المركزي للبنوك والمؤسسات ومرجعيتها في توثيق المعاملات.
ففي حال الرغبة في تحويل الأموال أو الدفع الالكتروني أو البيع والشراء والتوثيق العقاري والملكية، بالإمكان القيام بهذه العمليات عبر شبكة بلوكتشين خلال ثوان وبموثوقية عالية، وتكلفة بسيطة جداً ودون وجود وسيط كالبنك أو مؤسسات مركزية أخرى.
أهم العملات الرقمية
بحسب موقع (https://coinmarketcap.com/) المختص بالعملات الرقمية، فإن عدد العملات الرقمية حتى الساعة 8631 عملة رقمية بقيمة سوقية أكثر من 1.4 ترليون دولار أمريكي، وبمعدل تداول يومي أكثر من 130 مليار دولار، وتتفاوت أسعار هذه العملات ما بين أجزاء من السنتات لبعض العملات وما بين آلاف الدولارات لعملات أخرى.
وبحسب تصنيفات وإحصائيات الموقع
-البتكوين (BTC):
تستحوذ وحدها على أكثر من 61% من سوق العملات الرقمية، ووصل سعرها يوم 21 شباط الحالي إلى /58352/ دولار أمريكي وهو ما تجاوز يومها سعر كيلو غرام من الذهب.
-عملة الايثيريوم (ETH):
تتربع على عرش المرتبة الثانية بعد البتكوين، وتعتبر أهم العملات تقنياً، فهي تتجاوز مسألة أنها عملة رقمية فقط، بل تعتبر منصة مفتوحة المصدر تعتمد على تقنية البلوكتشين، حيث يتمكن المطورون من بناء وإصدار تطبيقات وعملات لامركزية أخرى على شبكتها، فهي تأخذ دور نظام تشغيل كامل تبنى عليه عملات رقمية أخرى.
ووصل أعلى سعر لها يوم 20 شباط الحالي /2042/ دولار.
-عملة الكاردانو (ADA):
وباتت اليوم تعتبر منافس قوي لعملة الايثيريوم من الناحية التقنية، بتطويرها لشبكة بلوكتشين خاص بها، متطورة جداً بمراحل عن شبكة الايثيريوم، قد تعتمد عليها قريباً كثير من العملات في بناء نفسها.
وتحتل المرتبة الثالثة في القيمة السوقية مع تضاعف سعرها خلال الأشهر القليلة الماضية والتي وصل أعلى سعر لها يوم 27 شباط الحالي /1.47/ دولار أمريكي.
-عملة بينانس كوين (BNB):
المرتبطة بمنصة بينانس لتداول العملات الرقمية، وهي المنصة الأولى عالمياً في هذه المجال، وهو ما أتاح لها فرصة الصعود القوي بين العملات، وسجلت أعلى سعر لها يوم 19 شباط وهو /348/ دولار.
-عملة الريبل (XRP):
من أكثر العملات الرقمية شهرة وشعبية، والتي تقدم حلولاً متطورة جداً لنظام التحويلات المالية العالمية، ويشكل ثورة كبيرة في هذا المجال، بدأت الكثير من البنوك العالمية توقيع شراكات مع شركة ريبل لاعتماد نظامها في التحويلات، ولكن تراجعت قيمتها السوقية ومسيرتها، بسبب رفع لجنة الأوراق المالية الأمريكية لدعوة قضائية ضدها، وتتداول العملة حالياً بارتفاع وانخفاض طفيف بسعر متوسط /0.5/ دولار أمريكي.
كما يضم سوق العملات الرقمية مئات العملات القوية ذات المشاريع الواعدة على المستوى التقني أبرزها (LINK-XLM-TRX-NEO-EOS-VET- DOT – ….)
مستقبل العملات الرقمية
بات مستقبل العملات الرقمية مؤخراً أكثر وضوحاً مع أهمية المشاريع التي تقدمها هذه العملات، فلكل عملة مشروع تقني على مستوى الشبكات، يقدم حلولاً أو ابداعات جديدة للتعاملات المالية والمؤسساتية المستقبلية، وبات الوقوف خارج قطار هذه المشاريع يعتبر وقوفاً عن ركب التطور، كما باتت هذه العملات عل الصعيد الاستثماري تشكل حصة كبيرة من السوق الاستثماري، وفرص عمل لصغار المستثمرين أيضاً والأفراد مع تصاعد قيمتها السوقية بشكل مستمر، ودخول مستثمرين وشركات كبيرة إلى سوقها، وعلى رأسها شركة تسلا لصناعة السيارات وصدور دراسات تظهر بأن أرباح تسلا من البتكوين خلال فترة قصيرة جاوزت أرباحها من صناعة السيارات الكهربائية.
وهناك تسابق أيضاً من الكثير من الشركات العالمية في دراسة الاستثمار بسوق العملات الرقمية، ودعوات للكونغرس الأمريكي لمناقشة موضوع طرح دولار رقمي رسمي.
عدا عن بدء بعض الدول فعلاً بإنشاء عملات رقمية رسمية على رأسها الصين.
فالعملات الرقمية تضع حداً لمشكلة التضخم التي تعاني منها العملات الورقية، فالعملات الرقمية أساساً نشأت ردة فعل على الأزمات الاقتصادية العالمية.
تعليقات
إرسال تعليق