القائمة الرئيسية

الصفحات

بَينَ تِلكَ الرُبى وَذاكَ الوَردِ

قصيدة بَينَ تِلكَ الرُبى وَذاكَ الوَردِ قصيدة بَينَ تِلكَ الرُبى وَذاكَ الوَردِ للشاعر إلياس أبو شبكة هو شاعر لبناني، ولد في نيويورك، مترجم يحسن الفرنسية، كثير النظم بالعربية، كان أحد مؤسسي "عصبة العشرة"، يتميز نتاجه الإبداعي بغنى الأوجه وتعددها، واشترك في تحرير بعض الجرائد ببيروت.

 بَينَ تِلكَ الرُبى وَذاكَ الوَردِ

 فَوقَ حَصباءِ شاطئ لازوردي 

 تَحتَ أُفقٍ كَالخَدِّ أَو كَالفَرَندِ

 أَملَسٍ عَطَّرتَه نَفحَةُ رَندِ

 فَسَرى الطَيبُ في الفَضاءِ زَكِيّا 

كانَ داودُ دائِماً يَتَرَدَّد 

وَعلى صَخرَةٍ يهيئ مُقعَد

 فَإِذا مالَتِ الغُصونُ تَنهَّد

 وَاِنجَلى عَنهُ حُزنُهُ وَتَبَدَّد

 وَتَناسى عَهد الشَقاءِ القَصيّا

 كانَ حلوَ الحَديثِ عَذبَ الطِباعِ

 شاعِراً مُصغِياً لكلِّ التِياعِ

 إِن رَأى أَدمُعاً بَكَت لِدَواعِ 

ذَرفَ الدمع  من عُيونِ اليراعِ

 راسِماً مَشهَدَ الحَياةِ شَقِيّا

 كُلَّما كانَ جالِساً يَتَأَمَّل

 في السَواقي ذاتِ الزَلالِ المسلسل

 كَيفَ تَجري بِدون أَن تَتَمَهَّل

 ثُمَّ تَنصَبُّ جَدولاً إِثرَ جَدوَل

 بَينَ وَردِ الرُبى فَيَنمو نَدِيّا

 كانَ يَمضي أَمامَهُ اِمرَأَتانِ

 كَرُخامِ القُبورِصامتتان 

 تَنظُرانِ الرَبيعَ بَعضَ ثَوانِ

 وَوَراءَ الأَدغالِ تَختَفِيانِ

 كَخَيالينِ من سعادٍ وَمَيّا

 كَهلَةٌ قَد تُناهِزُ الخَمسينا

 وَفَتاةٌ لا تَبلغُ العِشرينا 

حَمَلَت في الضُلوع داءً دَفينا 

فَهيَ تَسلو الآلامَ حيناً

 وَحينا تُبصِرُ الموت  دانِياً يتهيأا

 مُقلَتَاها ما عادَتا مُقلَتَيها

 فَهما مَيتَتانِ في جَفنَيها

 وَيَداها في الداءِ غَيرُ يَدَيها 

أَيُّها السِلُّ لِم جَنَيتَ عَلَيها 

أَوَلا تَرحَم الفُؤادَ الفَتِيّا

 بَعدَ شَهرٍ كَأَنَّما هُوَ عامٌ 

نَسَجَت فيهِ بُردَها الآلامُ

 شاءَ داودُ أَن يَكونَ سَلامٌ 

وابتسام  ما بَينَهُم وَكَلامُ 

وَحَديثٌ عَن الفَتاةِ فَحَيّا

 وَدَرى بَعدَ ذاكَ أَنَّ أَباها

 ماتَ بِالداءِ نَفسِهِ وَأَخاها

 فَبَكى راثِياً جَمالَ صِباها 

وَاِبتِساماً مُوَدِّعاً في لماها 

وَشَباباً يَموتُ شَيئاً فَشَيّا 

أُمها وَهيَ أَثكَلُ الأُمَّهاتِ

 بَعدَ تِلكَ المَشاهِدِ الماضِياتِ

 لَم تَكُن تَستَطيعُ بِالبَسماتِ

 رَدعَ مَصدورَة عَن الحَسَراتِ

 فَاِبتِسامُ الحَزينِ كانَ عَصيّا 

طالَما ذكريات  تِلكَ المَشاهِد 

عاوَدَتها وَاللَيلُ سَكرانُ ساهِد 

يَومَ كانَت تَبكي أَمامَ الوسائِد

 حيثُ ماتَ الوَليدُ بَعد الوالِد

 تارِكينَ الداءَ المُخيفَ الخَفِيّا

 ربِّ قالَت يا رَبَّ هذا الوُجودِ

 وَرَجاءَ الشَقِيِّ وَالمَنكودِ

 قَد كَفاني في شَقوَتي وَجُهودي

 موتُ زَوجي الفَتى وَمَوتُ وَحيدي

 فَاِشفِ بِنتي وَكن شَفيقاً عَلِيّا

 ذاتُ حُسنٍ كَالفَجرِ في

 نيسانِ لامَسَتهُ أَنامِلُ الأَحزانِ

 وَبياضٍ كَالثَلجِ في لُبنانِ

 وَحَديثٍ يُذيبُ في الآذانِ

 نَغَماً لِلحَياةِ موسيقِيّا

 مُقلَتاها رَمزُ الفُؤادِ الوَجيعِ

 وَلماها اِستَعارَ لَونَ الشُموعِ 

هكَذا هِندُ وَهيَ بِنتَ الدموعِ 

كانَ يَبدو شبابُها في الرَبيعِ

 إِنَّ قَلبَ الربيع  كانَ عَتِيّا 

ذاتَ يَومٍ وَقَد تَدانى الغِيابُ 

جَلَست هِندُ في يَدَيها كِتابُ

 قَرَأَت فَترَةً وَجاءَ الضَبابُ

 فَمَضى فيهِ جِفنُها المُرتابُ

 تارَةً ساهِياً وَطوراً بكيّا 

هِندُ لِم أَنت تَنظُرينَ الضَبابا

 بِعُيونٍ ذابَت وَقَلبٍ ذابا

 أفهدي رؤىً تُريكِ الشَبابا

 يَتَلاشى وَيَستَحيل ترابا

 قَبلَ أَن يَبلُغَ الحَياةَ قَوِيّا 

جاءَ هنداً داودُ بَعدَ الظُهورِ

 فَرَآها وَالأُمَّ بَينَ الزهورِ

 في يَدَيها قُماشَةٌ من حَريرِ

 طَرَّزَت بَعضَها بِفَنِّ خَبيرِ

 فَبدا الفَنُ في يَدَي هِندَ حَيّا 

قالَ هذي لِمَن بِبَعضِ

 اِبتِسامٍ إِنَّها مثلُ برنسٍ لِغلامِ 

فَأَجابَت بِزَفرَةِ الآلامِ 

لِفَتاةٍ تَزَوَّجت مُنذُ عامِ

 فَهَنيئاً لَها الزَواج هَنيّا

 فَأَتاها عِندَ الضُحى فَرَآها

 وَكتابٌ يَهتَزُّ في يَمناها

 فَإِذا عَينُها تُعيرُ اِنتِباها

 صَفحَةً ودَّ لَو يعي فَحواها 

وَقَفَت عِندَها الفَتاةُ مَلِيّا

 فَمَضى خَلفَ ظَهرِها بِتَأَنِّ

 فَرَآها تَتلو بِبَأسٍ وَحُزنِ

 بيتَ شعرٍ قَد قالَهُ مُنذُ قرنِ

 شاعِرٌ وَهو يا أَبي لا تُمِتني

 قَبلَ أَن أَعرفَ الهَوى العُذريّا

 أَبصَرت هِندُ وَهيَ تَفكُر بِالغَد

 مِن خِلالِ الأَحلامِ قَبراً أَسوَد

 رَقَدَت فيهِ غادَةٌ ما تَنَهَّد

 صَدرُها في الحَياةِ حَتّى توسَّد 


للشاعر إلياس أبو شبكة
































.










































































وبسمة العيد فيها الورد منتشر.. والزهر مزدهر يلقي بأنفاس.. تراقصت كلمات الشعر من فرح.. والطير غنى فأشجى كل إحساس. الربيع والزهور.. صنوان أن لا يفترقان.. فإذا ذكرت الربيع رأيت الزهور.. وفي كلّ عام يولد ربيع وتولد معه زهور الحياة.. وتبعدك عن عبوس الحياة والناس.







.














































.









.



.






الأزهار فتنة الطبيعة، وعرسها الدائم، تتربع فوق مملكة الفصول، تنمو وتكبر وتضجّ بالألوان الثائرة. الزهور تهذب النفس والروح، كلما نظرنا لها نتعلم درساً جديداً، سبحان من أبدعها.

مع كل الاحترام و التقدير 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات