إيجابيات و سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي
لا نستطيع أن ننكر أنه بفضل مواقع التواصل الاجتماعي (سوشل ميديا) أصبح العالم أشبه بقرية صغيرة ، فهو يجمع بين جميع الناس بالرغم من اختلاف مواقعهم الجغرافية و لغاتهم و أعمارهم و جنسهم و مستواهم الفكري و الثقافي و غير ذلك، لتكوين صداقات و تبادل الأفكار و المعلومات و لتحقيق الأهداف.
يعتبر مواقع التواصل الاجتماعي (سوشل ميديا) سلاح ذو حدين له جوانب مفيدة و في نفس الوقت له جوانب ضارة أيضًا، و تحديد أي نوع من هذين الجانبين قد يؤثر على مستخدم هذه المواقع يعتمد على غاية المستخدم و هدفه من استخدام هذه المواقع، سوف نذكر فيما يلي إيجابيات و سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي.
إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي:
لمواقع التواصل الاجتماعي إيجابيات يمكن أن يستفيد المستخدم منها إن أحسن استخدامها، و من هذه الإيجابيات:
وسيلة فعالة للتسويق و الترويج:
من أهم إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي، قدرة الشركات والمؤسسات للوصول إلى أكبر عدد ممكن لزيادة أرباحها و توصيل خدماتها إلى مختلف أنحاء العالم، كما تتيح مواقع التواصل الاجتماعي للشركات إمكانية الحصول على معلومات منافسيها و تطوير استراتيجيتها طبقًا لذلك.
معرفة أخبار العالم:
تمكن وسائل التواصل الاجتماعي من الوصول إلى آخر الأخبار في جميع بقاع العالم دون انتظار الجريدة أو قنوات التلفاز لمعرفة آخر المستجدات.
التواصل مع الآخرين:
تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي منبرًا لتبادل الأحادبث و الأفكار و المعلومات و ذلك من خلال إنشاء صداقات مع أشخاص من مختلف بلدان العالم أيًا كانت ديانتهم أو جنسياتهم.
حرية التعبير عن الرأي:
تسمح وسائل التواصل الاجتماعي لكافة الأشخاص بالتعبير عن آرائهم و أفكارهم دون أن يمنعهم.
تعزيز التعاطف و المساعدة:
الفكرة في استخدام السوشل ميديا أننا جميعًا نتشارك تجاربنا، سواء كانت جيدة أو سيئة ، على مواقع التواصل الاجتماعي ، يمكننا التعاطف مع بعضنا البعض. ربما يكون صديقك على مواقع التواصل الاجتماعي قد مر بمحنة مماثلة تمر بها حاليًا ، وسيكون قادرًا على مساعدتك في تجاوزها.
سرعة التواصل:
استطاعت هذه الوسائل تقليل حالة الاغتراب وصار من السهل متابعة أخبار الأهل و الأقارب أو الأصدقاء الذين يعيشون في مسافات بعيدة لحظة بلحظة دون أن تنقطع أخبارهم.
نشر المعرفة:
تتيح الفرصة للخبراء و المختصين بنشر كافة أنواع المعرفة و مساعدة الطالب على الوصول للبحوث العلمية و التعلم منها.
تساعد في البحث عن فرص عمل:
و ذلك من خلال متابعة حسابات الشركات أو حسابات التوظيف والتقديم عند نشرهم عن وظيفة تناسبك.
تساعد في عملية التعلم الذاتي:
من فوائد مواقع التواصل الاجتماعي في مجال التعلم الذاتي من خلال المعلومات المختلفة التي يمكنهم أن يحصلوا عليها، عن طريق متابعة الباحثين المختصين الذين يقومون بنشرِ مقالاتهم العلمية، أو مقاطع فيديو عن مختلف الأبحاث، والمعارف عبر هذه الوسائل، وتساعد على التعلم بشكل مجاني وبدون أي مقابل مادي.
وسيلة للدعوة إلى الله:
مع اتساع الرقعة السكانية حول العالم، واحتياج الأمة الإسلامية لمن يرشدها ويعلِمها صحيحَ الدين، واحتياج غير المسلمين من يبلغهم هداية رب العالمين يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للدعوة إلى الله لما لها من قوة التأثير على متابعيها.
سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي:
أيضًا لمواقع التواصل الاجتماعي سلبيات كثيرة من الممكن أن تضر المستخدم إن أساء استخدامها، و منها ما يأتي:
هدر و إضاعة الوقت:
من الممكن أن يقضي الشخص ساعات طويلة في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يدرك عدد الساعات التي هدرها من وقته بلا فائدة، و بالتالي يهمل واجباته الوظيفية أو التعليمية، و العائلية بسبب استخدامه وسائل التواصل بشكل خاطئ.
نشر المعلومات الخاطئة و الأخبار الكاذبة:
الكثير من الأشخاص يتعمدون بنشر شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه سمعة أشخاص آخرون، أو نشر خبر كاذب عن علامة تجارية لإلحاق الضرر بسمعتها و امتناع الزبائن عن شراء منتجاتها. يكفي فقط أن ينشر أحدهم خبراً عبر إحدى مواقع التواصل يحمل معلومة كاذبة حول إحدى القضايا التي تشغل الناس، أو حول شخصية مثيرة للجدل، لتبدأ الشائعة بالانتشار كالنار، ويقبل كثيرون على تداولها.
الانعزال عن الواقع:
تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًآ في انعزال مستخدميها عن من حولهم، فبالتالي يصرفون النظر عن مجالسة الأهل و الأصدقاء و الأقارب حتى و إن جالسوا من حولهم جالسوهم و هم منشغلين باستخدام مواقع التواصل، مما قد يولد الشعور لدى من حولهم بالضجر وعدم الرغبة في قضاء أوقات أخرى مع مستخدِم هذه الوسائل.
انتهاك الخصوصية:
قد تتسبب وسائل التواصل الاجتماعي بالعديد من المشاكل فيما يتعلق بخصوصية مستخدميها، وينتج هذا الأمر بسبب كمية المشاركة الكبيرة التي تحدث عبر هذه الوسائل، كمشاركة الصور و الفيديوهات من الأحداث اليومية و مشاركة الموقع الجغرافي الذي يسهل الوصول للمستخدِم ومعرفة مكانه.
التنمر:
مواقع التواصل الاجتماعي سهلت للشخصيات المحتالة العثور على ضحايا للاحتيال عليها و تخويفها و ذلك بانتحال شخصية أخرى غير شخصيتها و كسب ثقة المستخدم و من ثم تهديده و مضايقته، وقد يصل تأثير التنمر إلى ترك علامات سلبية في ذهن المرء وعقله، وقد يتطور به الأمر إلى الانتحار في بعض الحالات.
اقرأ أيضًا: التحرش الالكتروني
سوء الفهم:
قد يتم فهم كلمات مستخدم وسائل التواصل بشكل غير صحيح وغير دقيق، وذلك لعدم توفر إيماءات الجسد ولغته التي تمثل ٥٥٪ من التواصل أو حتى نبرة الصوت التي يمكن من خلالها معرفة حالة مزاج المتحدث في المحادثة الفعلية بين الأشخاص، وقد يحدث سوء الفهم هذا حتى مع توفر بعض الرموز التي يتم استخدامها للتعبير عن مشاعر المرسل.
المشاكل النفسية:
يسبب الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي في المزاج مسببًا مشاكل نفسية مثل القلق و الاكتئاب، متابعة الشخص غيره على وسائل التواصل يقوم بتجارب إيجابية و ممتعة مع عدم قدرته على خوض تلك التجارب تؤثر سلبًا على نفسية البعض.
عرض المواد الإباحية و المشاهد الغير أخلاقية:
لوسائل التواصل الاجتماعي دور في نشر المواد الإباحية و المشاهد الأخلاقية لما في مشاهدته ضرر كبير على الأطفال، المراهقين و حتى البالغين إذ تقوم بإحداث تغيير كبير ودائم في مكونات الدماغ وتُحدث تأثيراً في السلوكيات.
تأثير سلبي على الأطفال:
استخدام الأطفال مواقع التواصل الاجتماعي لساعات طويلة يؤدي إلى حصولهم علاماتٍ دراسيةٍ منخفضة عن غيرهم من الطلاب، كما أنَّ الأطفال الذين يَستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي من الممكن أن يكونوا أكثر عُرضةً للإصابة بالاكتئاب والقلق، ومن المُمكن أيضاً أن يُعانوا من اضطرابات في الأكل، وتدني احترام الذات.
خلق نمط حياة غير صحي:
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يَتطلب استخدام أجهزة الهواتف الذكية والحواسيب و التحديق بها لساعات طويلة خصوصاً في الليل مما يسبب الأذى للعينين، ويضِر النظر.
في النهاية، يجب علينا معرفة و ادراك ما نقوم بفعله على هذه المواقع و استخدامها بالطريق الصحيح الراشد ، كما يجب علينا عدم الانفصال التام عن الواقع و الحياة الحقيقية و هدر أوقاتنا مع أشخاص و مواقع وهمية، يجب علينا الاعتدال و التوسط بالاستخدام.
و يجب علينا الاقتناع بأننا نحن البشر قادرون على بناء مجتمع كامل و اصلاحه الصحيح لوسائل التواصل الاجتماعي و قادرون أيضًا على هدم مجتمع و إفساده بالاستخدام الفاسد لهذه الوسائل و بالتالي إلحاق الفساد و الدمار الشامل لحياتنا و شخصياتنا و أجيالنا الحالية و المستقبلية .
تعليقات
إرسال تعليق